فعاليات الدورة الثلاثين لمجلس أمناء الجامعة الإسلامية بالنيجر


 
 انعقدت الدّورة الثّلاثون لمجلس أمناء الجامعة الإسلاميّة بالنّيجر أيّام الأحد والإثنين والثّلاثاء2-3-4 جمادى الآخرة 1439هـ الموافق 18-19-20 فبراير 2018م، وكانت الفعاليات على النحو الآتي:
اليوم الأول:
استهلّ مجلس الأمناء وضيوفه الموقرون صباح هذا اليوم بالزيارات الميدانية للمشاريع الإنشائية الكبرى التي تشرف عليها الجامعة، حيث زاروا “مجمع الملك عبد الله للبنات” في نيامي، واطّلعوا عن كثب على سير الأمور في هذا المشروع الكبير، ثم توجّهوا إلى زيارة مبنى مشروع “وقف الجامعة” ، واطّلعوا على مستوى التنفيذ والمدة الزمنية المتوقعة لاستلام المبنى من المقاول. توجّهوا بعدها إلى زيارة كلية البنات حيث التقوا ببناتهم الطالبات وألقوا عليهن الكلمات التوجيهية اللازمة وعادوا إلى مقر إقامتهم في الفندق.
وفي المساء زاروا مركز الأمير سلطان في نيامي، حيث شاركوا في حفل توزيع جوائز المسابقات الدينية والأدبية والسيرة النبوية التي تنظمها الجامعة كل عام، وألقى رئيس المجلس الشيخ السفير ناصر بن عبد الله بن حمدان الزعابي كلمة توجيهية نوّه فيها بالجهود الكبيرة التي يبذلها رئيس الجامعة وطاقميه الإداري والأكاديمي في سبيل الارتقاء بدور الجامعة وتحقيق أهدافها، كما لفت النظر إلى الأهمية الفائقة للحفاظ على بيئة الاستقرار والهدوء في الجامعة في كل الظروف والأحوال.
وبعد العشاء اجتمعت اللجنة الأكاديمية الاستشارية المنبثقة عن مجلس الأمناء برئاسة الشيخ عبد الرحمن بن علي الجروان في فندق “غاوي” وقدّمت اللجنة إلى المجلس جملة من التوصيات لدراستها ثم اعتمادها.
اليوم الثاني:
استأنف المجلس أعماله في قصر المؤتمرات بمدينة نيامي برئاسة معالي الشيخ السفير ناصر بن عبد الله بن حمدان الزعابي، وبحضور معالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي بجمهورية النيجر السيد يهوذا ثالثو، وسعادة ممثل منظمة التعاون الإسلامي السفير محمد نعيم خان، وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين بدولة النيجر، بالإضافة إلى ممثلي بعض الجهات الرسمية والخيرية والضيوف.
أ‌.         الكلمات:
بدأت الجلسة الافتتاحية في الساعة التاسعة والنصف صباحا بتلاوة آي من الذكر الحكيم، ثم تناول معالي رئيس مجلس الأمناء الكلمةَ فرحّب بالحضور، وأشاد بما تقوم به دولة المقر من جهود لتعزيز مسيرة الجامعة، ونوّه بجهود المملكة العربية السعودية في الدعم المتواصل للجامعة، وبجهود البنك الإسلامي للتنمية، ومنظمة التعاون الإسلامي وكافة المتبرعين، كما أشاد بجهود معالي رئيس الجامعة وبالتطورات الملموسة التي حققتها الجامعة في عهده، خاصة في استكمال منظومة اللوائح والقوانين التي ينبغي أن تسير على ضوئها والتي أهّلت الجامعة في السنوات الأخيرة من تحقيق قفزة كبيرة دعمت البنية التحتية بتوفير كثير من التجهيزات الضرورية، ووصل مشروع الوقف في نيامي إلى مرحلته الأخيرة، وانطلقت الأشغال في ” مجمع الملك عبد الله” في نيامي، ذلك المجمع الذي سيكون مَعْلَمًا حضاريّا إسلاميّا ومركز إشعاع علمي وحضاريّ في هذه المنطقة من القارة الأفريقيّة والذّي كان حتّى عهد قريب حلما بعيد المنال، ولكنّه اليوم أصبح واقعا ملموسا بفضل الله وتوفيقه وبجهود المجلس ورئاسة الجامعة.
وتحدث سعادة السفير محمد نعيم خان، ممثّلُ معالي الأمين العام لمنظّمة التّعاون الإسلامي، فشكر رئيس المجلس وكافة أعضائه الموقرين، وأشاد بدعم المموّلين مثل المملكة العربية السعودية، والبنك الإسلامي للتنمية، وصندوق التضامن الإسلامي، منوّها بجهود القائمين على شؤون الجامعة إداريا وأكاديميا، كما وجّه شكرا خاصا إلى حكومة دولة المقر على دعمها ومساندتها للجامعة، وختم كلمته بتوجيه النداء إلى جميع المؤسسات الخيرية الإسلامية بدعم الجامعة والوقوف بجانبها.
ثم تحدث معالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي والتجديد فرحبّ بالحاضرين، ونوّه بالاهتمام الخاص والآمال الكبيرة التي تعقدها دولة النيجر على الجامعة، وعبّر عن سعادته بما حققته الجامعة من تطور، حيث أضحت منارة علمية لامعة ومفخرة في المنطقة، وشكر أعضاء مجلس الأمناء الموقرين وكافة الجهات المانحة على دعمهم ورعايتهم معربا عن أمله في الاستمرار في تحديث لوائح الجامعة وقوانينها لتواكب التطور المطّرد الذي تشهده الجامعة، وعبّر عن امتنانه لمراعاة الجامعة توزيع الحصص بين الدول بالنسبة لقبول الطلاب طبقا للوائح المعمول بها في هذا المجال، وأوصى بمواصلة هذا النهج وتعميمه على كافة القطاعات. وختم كلمته بإعلان الافتتاح الرسمي لأعمال مجلس الأمناء في دورته الثلاثين.
ثم رُفعت الجلسة الافتتاحية لتوديع معالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي.
ب‌.     التقارير:
واصل المجلس جلسته حيث استمع إلى التقارير الآتية:
تقرير رئيس الجامعة عن تنفيذ قرارات المجلس السابق (الدورة التاسعة والعشرون)
قدّم رئيس الجامعة عرضًا عامًّا وشاملاً حول تنفيذ القرارات والتوصيات التي أسفرت عنها الدورة التاسعة والعشرون، فأكد أن الإجراءات المالية واضحة وسلسة على كافة المستويات، ولكن الإجراءات المحاسبية تعاني بعض الصعوبات حيث تستدعي إجراء جرد مفصل لممتلكات الجامعة، وذلك يتطلب الكثير من الوقت والجهد.
تقرير مكتب المراقبة المالية والحسابات الختامية (KMC) للسنة المالية 2016– 2017م:
أكّد فيه أن العمليات المالية في الجامعة تسير بشكل سليم، مقترحا ما يراه مفيدا في دعم الجامعة في هذا المجال.
وبعد المداولات والمناقشات، أشار معالي رئيس المجلس إلى ضرورة أخذ الملاحظات التي قدمها مكتب المراقبة المالية في الاعتبار.
تقرير رئيس الجامعة عن الوضعية المالية والحسابات الختامية.
قدّم الأستاذ الدكتور المنصف الجزار، رئيس الجامعة، تقريرًا مفصّلا عن كافة الإجراءات الماليّة التي اتخذتها الجامعة خلال السنة المالية المذكورة، مدعَّما بالجداول وأسماء كافة الجهات التي أسهمت في ميزانية الجامعة بصورة أو بأخرى.
وبعد المداولات حثّ معالي الرئيس جميع أعضاء المجلس الموقرين على ضرورة مواصلة المساعي في سبيل الحصول على مزيد من الجهات الجديدة الداعمة للجامعة.
تقرير رئيس الجامعة عن الوضعية الأكاديمية والإدارية.
استعرض رئيس الجامعة سير العملية التعليمية في مختلف الكليات والمعاهد بالجامعة، مشيرا إلى أن الجامعة تحقق زيادة مطردة في أعداد الطلاب من سنة إلى أخرى، حيث سجل هذا العام (2566) طالب وطالبة، وأشار إلى النتائج المتميزة التي تحققها الجامعة في مجال التقويم التربوي حيث وصلت نسبة النجاح في الجامعة إلى 84%، وهي نسبة متميزة طبقا للأعراف المعمول بها عالميا في مجال التعليم العالي، كما قدّم صورة واضحة عن الطاقم الأكاديمي والإداري من حيث العدد والانتماء الجغرافي.
وأكد في الوقت نفسه أن الجامعة تشهد إقبالا متزايدا من الطلبة المتعطشين للعلم من كافة دول المنطقة، ولكن إمكانيات الجامعة لا تسمح بالتعاطي الإيجابيّ مع هذا الإقبال، داعيا أعضاء المجلس الموقرين إلى مزيد من الإسهام في سبيل تذليل هذه العقبة.
تقرير رئيس الجامعة عن معهد اقرأ للتأهيل المهني.
استعرض رئيس الجامعة ما يقوم به المعهد من دور إيجابي في تمكين الطلاب من الحصول على الشهادات التقنية والفنية التي تسهّل عليهم فرصة الاندماج السريع في المجتمع، وأشار إلى الخدمات الجليلة التي يقدمها المعهد إلى المجتمع المحلي من خلال برنامج إعادة تأهيل الفاقد التربوي، ولم يَفُتْهُ أن يؤكد على حاجة المعهد الماسة إلى تحديث معداته وتوسيع فضاءاته لمواكبة التطور الحاصل في الجامعة في هذا المجال التقني.
تقرير رئيس الجامعة عن مدارس التضامن.
قدم رئيس الجامعة استعراضا واضحا عن وضعية التعليم في مدرستي التضامن في حرم الجامعة ومدينة ساي، منوها بالزيادة المطّردة في أعداد التلاميذ وخاصة الإناث، وشكر دولة المقر على تعاونها المثمر مع الجامعة بتزويدها بالطاقم التربوي اللازم للتأطير باللغة الفرنسية، كما أشاد بدور المدرستين في خدمة المجتمع المحلي، حيث تبدأ الدراسة فيهما من الحضانة إلى الثانوية بالمجان، ناهيك عن الخدمات الإنسانية الأخرى الملحقة بالمدرسة والمتمثلة في العلاج والخياطة والحاسب الآلي والتدبير المنزلي وغير ذلك. كما أشار إلى التسهيلات الأكاديمية التي تقدمها الجامعة للمدرستين حيث تتيح لجميع خريجي المرحلة الثانوية منهما بالالتحاق مباشرة بإحدى الكليات (الشريعة أو اللغة) دون المرور بامتحان القبول مع ضمان المنحة لهم، فتكون الجامعة بذلك توفر فرصة التعليم لهؤلاء التلاميذ من الروضة إلى الدكتوراه، وهذا أمر نادر الوجود.
تقرير رئيس الجامعة عن الوقف.
من أبرز ما أشار إليه رئيس الجامعة في هذا المجال أن ما كان حلما في الماضي القريب أصبح اليوم واقعا بفضل الله، وذلك بالنظر إلى أن المشروع قد بلغ مرحلته الأخيرة، وسوف تَتَسلّم الجامعة المبنى قريبا بإذن الله تعالى.
ولكنه وضّح أن الجامعة لن تستفيد من ريع هذا الوقف بصورة كاملة إلا بعد فترة طويلة، وعليه فالحاجة ما زالت ماسّة ومرتبطة بالجهات الداعمة الأخرى.
تقرير رئيس الجامعة عن” مجمع الملك عبد الله للبنات “:
أشار رئيس الجامعة إلى أن أعمال بناء المجمع قد انطلقت بصورة واقعية وأن الآمال معقودة على تسلّم المشروع في المدة المحددة بإذن الله تعالى، منوّها بالاهتمام الخاص الذي يوليه البنك الإسلامي للتنمية لهذا المشروع الواعد.
تقرير رئيس الجامعة عن كلية الزراعة والمزرعة:
بيّن رئيس الجامعة أن البنية التحتية لكلية الزراعة قد اكتملت بوصول المختبر المجهّز بأحدث الآليات التقنية وتنصيبها في الكلية وإدخالها في الخدمة، مشيرا إلى الشق الثاني من مشروع المزرعة، وهو مشروع تربية الحيوانات، سيتم الشروع فيه في أقرب الآجال بإذن الله تعالى.
تقرير رئيس الجامعة عن صندوق العمل الخيري.
أشاد رئيس الجامعة بالخدمات الإنسانية الكبيرة التي يحققهاهذا الصندوق حيث يسهم في تقديم خدمات العلاج المجاني النوعي لجميع طلاب الجامعة، فضلا عن مساعدة المحتاجين منهم في مصاريف السفر ونحوها.
وقد دعا رئيس المجلس جميع الحاضرين إلى الإسهام الشخصي في هذا الصندوق نظرا إلى الدور البارز الذي يقوم به في تخفيف معاناة الطلبة المحتاجين.
تقرير رئيس الجامعة عن الأعمال الإنشائية المنجزة خلال الفترة من 30/09/2016 إلى 01/10/2017 :
قدم رئيس الجامعة عرضًا شاملاً عن أهم الإنجازات التي حققتها الجامعة في مجال الأعمال الإنشائية سواء على مستوى الكليات والمعاهد أو على مستوى المرافق العامة مثل السكن الطلابي ونحو ذلك، ويعتبر هذا البند جديدا في مشروع التقارير التي يقدمها رئيس الجامعة للمجلس عادة.
تقرير رئيس الجامعة عن مشروع الميزانية الجديد لعام 2017-2018 م:
اقترح رئيس الجامعة ميزانية مرشَّدة بقيمة 4.000.000 دولارا أمريكيا أي ما يعادل2.000.000.000 فرنك سيفا، بزيادة طفيفة عن ميزانية السنة المالية المنصرمة قدرها 3.8%، وهي زيادة اقتضتها طبيعة التطور الطبيعي الحاصل في سير الجامعة، ودعا أعضاء المجلس الموقرين إلى اعتماد هذه الميزانية المقترحة لتتمكن الجامعة من تنفيذ برامجها بصورة جيدة.
اليوم الثالث:
قام أعضاء المجلس الموقرون بزيارة ميدانية إلى مقر الجامعة في ساي حيث تفقدوا المشاريع الإنشائية قيد التنفيذ، ومختبر كلية الزراعة، ومزرعة النخيل، وقاعة مختبر اللغات، ومقر معهد اقرأ للتأهيل المهني، ومدرستي التضامن في حرم الجامعة وفي مدينة ساي، ولم يَفُتْهم خلال هذه الجولة التفقدية أن يقدموا النصائح والتوجيهات للقائمين على هذه المؤسسات والمشاريع وأن يقفوا عن كثب على سير الأمور في الجامعة.
وبانتهاء هذه الجولة ختم المجلس أعماله بصورة رسمية.
اليوم الرابع:
قام أعضاء المجلس الموقرون بزيارة كلٍّ من معالي وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والتجديد والسيد الأمين العام لوزارة الخارجية ومعالي رئيس وزراء حكومة النيجر. وكانت الفرصة مناسبة للإشادة بالعلاقات المتميزة بين الجامعة ودولة المقر والسعي نحو تعزيزها من الطّرفين.
وأكّدت كلّ الأطراف الارتياح الكبير للجهود المبذولة من الجامعة لأداء المهامّ المنوطة بعهدتها وسعيها الحثيث لتكون في مقدّمة الجامعات في القارة الأفريقية.